السلام عليكم.. لدي طفل في عمر ست سنوات ونصف سجلته في الروضه ومن يومين السبت واليوم الاحد يرفض الدخول للروضه ويبكي امام باب الروضه ولا يريد الدخول حاولنا معه بشتى الطرق دون فائده
وعندما يعود للبيت يقول بكرهااروح مع انه في البيت كان فرح وسعيد لذهابه للروضه مشكلة ولدي انه يخاف وخصوصا من الشخص الذي لايعرفه او الشخص الذي يراه لاول مره وخصوصا الاطفال الذين في عمره
أنا والله خائف من عدم تقبله للدراسه والتعليم افيدني بارك الله فيك لطريقة اتعامل به معها وانتظر ردك
الأخ الكريم. . أبا يزن، بارك الله فيه.
أشكر لكَ حرصكَ على رعاية أسرتك وبنيك، والبحث عن كل ما من شأنه صلاحهم وتوفيقهم.
كما أثمِّن ثقتكَ الغالية في موقع المستشار، وما يقدمه من خدمات واستشارات.
وأحب أن أؤكِّد لك أن الخوف شعور طبيعي يصيب الطفل حين يلتحق بمجتمع جديد لم يألفه من قبل.
ولكن هذا الشعور سرعان ما يتبدد بالاستقبال الطيب والصحبة الجميلة وبرامج اللعب والمرح التي يتعرض لها الطفل والأشياء الجديدة التي يتعلمها في الروضة، ومشاعر الودّ والارتباط التي تتشكل تدريجيًا مع معلمته بالروضة.
وأحب أن أضع بين يديك بعض "الكبسولات" حول مسألة الخوف التي يعانيها طفلكَ وأمثاله كثيرون:
• لا يخاف الطفل من الروضة إلا إذا كانت جرعة التدليل التي يمنحها الأبوان للطفل زائدة ومفرطة بالصورة التي تجعله يصر على التشبث بالبقاء معهما، ويتحجج بالأعذار الواهية لعدم الذهاب للروضة.
• لا يخاف الطفل من الروضة إلا إذا كان هناك من سيحتل منزلته ومكانته في البيت من أخٍ أو أخت صغيرة، فيشتعل داء الغيرة في نفسه، ويرفض أن يغادر البيت ليكون له حظ الاهتمام الأوفى.
• يخاف الطفل من الروضة أن كانت بيئة البيت غير آمنة ومليئة بالشجار وعدم التفاهم بين الأبوين.
• ولن يقبل الطفل على المدرسة إلا إذا وجد فيها بيئة جميلة تحقق له ما يصبو إليه، ففيها يفرغ طاقاته الحركية، وتطلق لمواهبه العنان. وفيها يجد معلمته الحنون التي لا تصرخ في وجهه أو تعنفه وتشتد عليه.
• يُقْبِل الطفل على الروضة كلما وجد تشجيعًا من أبويه، وامتداحًا للمكان الجديد ومميزاته التي سيحصلها والمكافآت التي سيحصل عليها.
• يتبدد الخوف – أيضًا- حينما يكف الأبوان عن الحديث عن أن ابنهما يخاف من الروضة، حتى لا يتعزز لديه هاجس الخوف ويكبر، فيتمكن منه ويصعب علاجه.
• على الأبوين الجلوس مع الطفل، ومحاورته في أسباب خوفه من الروضة، وتبديد هذه المخاوف يساعده على تقبل الذهاب إليها بحب.
• مساعدة الطفل في تكوين علاقات طيبة مع أقرانه، ومع معلماته يشكل لديه ارتباطًا شرطيا يعزّز حب الروضة أو المدرسة.
• تقديم الهدايا للطفل على انتظامه ومشاركته في الروضة، ولا بأس بأن يشارك الأبوان في تجهيز الهدايا التي يحبها طفلهما.
• الصبر على الطفل حتى يتعدّل سلوكه تدريجيا ويتقبل الروضة وأصدقاءه ومعلميه، والحرص على ألا يتغيب عنها، ولا بأس بتأجيل محاسبته على بعض الواجبات حتى يطمئن للمكان والبيئة الجديدة.
• يفضل أن تقوم المؤسسات التعليمية (الروضة/ المدرسة) بعقد أسبوع تمهيدي للتلاميذ يشاركهم فيه الآباء وتكون فيه فقرات ترفيهية، وجوائز للأطفال تحببهم في البيئة الجديدة، وتقدّم للآباء نصائح للتعامل مع الأولاد خلال هذه المرحلة ليتقبلوا الروضة.
• ولا بأس أن تشارك طفلك، أو تشاركه الأم باعتبارها الأقرب للطفل الذهاب للروضة في الأيام الأولى ومشاركته نشاطاته وألعابه، ثم تنسحب تدريجيًا مع تفاعله وانسجامه مع مجتمعه الجديد.
• هذه بعض النقاط التي يحسن مراعاتها ليرتبط الطفل بمكانه الجديد (الروضة/ المدرسة)، وينبغي أن يكون المعلمون مؤهلين تربويًأ للتعامل بحكمة مع الصغار في هذه المرحلة.
• ويمكنكم الاستفادة من بعض الملاحظات الواردة في الرد على استشارة
صغيرتي تخاف من المدرسة. نأمل أن تجد- أخي الكريم أبا يزن- في هذه الملاحظات النفع والفائدة، ونسأل الله أن يوفق أبناءنا لكل خير، وأن يهديهم سبل الرشاد.
الكاتب: أ. أحمد محمد الدماطي
المصدر: موقع المستشار